خطار حفاوي
نائب المدير العام
عملي : هويتي : المزاج : الساعة الآن : الموقع : alasl01@maktoob.com الوظيفة : الشبيبة و الرياضة عدد المواضيع : 29403
بطاقة الشخصية مشاركة الموضوع : مشاركة
| موضوع: 49 سنة من الاستقلال•• ماذا بعد؟! الثلاثاء 05 يوليو 2011, 00:38 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تحتفل بلادنا غدا بمرور تسع وأربعين سنة على استقلالها بعد 132 سنة من الاستعمار الدموي الفرنسي الغاشم، وتعود ذكرى الاستقلال هذا العام وسط مزيد من الإصرار الفرنسي الرّسمي على نكران الذاكرة والتنكّر لحقّ الشعب الجزائري في الحصول على اعتذار من فرناس على ما قامت به طيلة فترة الاستندمار·
يأتي عيد الاستقلال هذه السنة على بُعد أيّام قليلة من تصريحات فرنسية جديدة تصبّ في سياق الغطرسة، حيث أدلى عدد من المسؤولين الفرنسيين في الأيّام الأخيرة بتصريحات أكّدوا فيها استحالة اعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر، وذهب أحدهم وهو آلان جوبي، أبعد من ذلك حين اعتبر أن من يطالبون فرنسا بالاعتذار عن جرائمها في بلادنا متطرّفون، وهو التصريح الذي خلّف ردود فعل عاصفة في الجزائر دون أن تُترجم في شكل ردّ رسمي يشفي غليل الجزائريين المتعطّشين لردّ اعتبارهم أمام متطرّفي السياسة الفرنسية· وتأتي الاحتفالات بعيد الاستقلال هذه المرّة، والتي اختيرت تيبازة مسرحا رسميا لها في ظلّ التحضير لإصلاحات سياسية شاملة من المرتقب أن تمسّ الدستور دون أن تمسّ بجوهره وبحرصه على وضع تاريخ البلاد ورموزها فوق كلّ الاعتبارات·
(تضمن الدولة احترام رموز الثورة وأرواح الشهداء وكرامة ذويهم والمجاهدين، وتعمل كذلك على ترقية كتابة التاريخ وتعليمه للأجيال الناشئة··) هذه الفقرة من المادة 62 من الدستور الجديد الذي صادق عليه البرلمان الجزائري بغرفتيه يوم الثاني عشر نوفمبر من سنة 2008 اعتبرتها الأسرة الثورية أهمّ فقرة في هذا الدستور الذي ارتأى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن يحتوي على تعديلات مسّت بضعة محاور أساسية أحدها حماية رموز الثورة وترقية كتابة التاريخ، وهو ما يعكس الحرص على وضع الثورة الجزائرية وتاريخ البلاد فوق كل الاعتبارات· عندما صادق البرلمان في نوفمبر من السنة الماضية على مشروع التعديل الدستوري، أصبحت حماية رموز الثورة وترقية كتابة التاريخ إحدى الأولويات التي لا يمكن المساومة عليها، والحقيقة أن ما قام به بوتفليقة، مهندس الدستور الجديد، لم يفاجئ المتتبّعين، فالرجل مجاهد قبل أن يكون شهيدا، وقضى جزءا كبيرا من حياته في النضال من أجل الجزائر، ويعرف جيّدا معنى ما قام به المجاهدون، ويدرك قيمة تاريخ البلاد وأهمّية إبقاء هذا التاريخ بعيدا عن التجاذبات السياسية·
وقد تميّزت الفترة التي سبقت الإعلان عن النص الدستوري المذكور بجدل كبير بين مجموعة من الأطراف التي لم تتوان في استغلال تاريخ البلاد لتصفية حسابات سياسية وغير سياسية، الأمر الذي أثار استياء الأسرة الثورية، وحين نقول الأسرة الثورية فذلك يعني أننا نقصد الجزائريين بشكل عام، حيث لا تكاد تخلو عائلة جزائرية واحدة من مجاهد أو شهيد· ووسط الجدل السياسوي المتّكئ على تاريخ البلاد وثورة نوفمبر، ارتفعت أصوات كثيرة تدعو إلى حماية الثورة ورموزها من مثل هذا الاستغلال المشين والارتقاء بكتابة التاريخ بعيدا عن الحسابات الضيقة، ولأن هذه الأصوات كانت أصوات حقّ ومنطق لم يكن مفاجئا بالمرّة أن يحمل الدستور الجديد تعديلات جوهرية تخص هذا الجانب· وتنص المادة الأولى من دستور 2008 المعدلة للمادة 5 من دستور 1996 على أن العلم الوطني والنشيد الوطني من مكاسب ثورة أوّل نوفمبر 1954 فهما غير قابلين للتغيير، وهما رمزان من رموز الثورة والجمهورية، كما تنصّ على أن القانون هو الذي يحدّد خاتم الدولة·
وإضافة إلى تحديد مميّزات العلم الوطني والنشيد الوطني باعتبارهما من رموز ثورة أوّل نوفمبر 1954 والجمهورية، قرّر الدستور الجديد إدراجهما ضمن المواضيع التي لا يمكن أن يمسّها أيّ تعديل دستوري، على اعتبار أن هذين الرمزين هما ملك لجميع الجزائريين وإرث توارثته الأجيال السالفة ويجب توريثه للأجيال القادمة، ولا شكّ في أن التنصيص ضمن الدستور على هذه المميّزات يهدف إلى ضمان حماية هذين الرمزين وتكريسهما كمعالم للأمة من خلال جعلهما غير قابلين للتغيير وإضفاء طابع الديمومة عليهما وضمان حفظهما على مرّ الأزمنة والأجيال· وشكّلت المادة الأولى من دستور 2008 رسالة لكلّ العابثين برموز الثورة، وليس بعيدا عنّا ما قامت به تشكيلة سياسية سوّلت لها أمزجة قيادييها العبث بالراية الوطنية من خلال تنكيسها وتعويضها براية سوداء، وهو ما اعتبره الرّأي العام الوطني مساسا بهذا الرمز، وقد جاء الدستور الجديد لوضع حدّ لمثل هذه التجاوزات وللتأكيد على أن رموز الثورة التي أهدت الاستقلال للجزائر والجزائريين ليست لعبة·
| |
|