رحلةالی الصحراء الوسطی من طرف السید بول سولیلیت بالنوي عبدالرحمان

رحلة الی الصحراء الوسطی
1874 - 1873
السید: بول سولیلیت

المجتمع الجغرافي الذي نظم بمدینتنا ?ان من مهمته الأساسیة التعاون والتنسیق بین البرنامج التجاري و البرنامج الجغرافي

وعلی هذا الأساس تقدمت الی المؤتمر العلمي المنعقد في أوت 1872 بینما هو في مهده وهو الدور الخاص ولیس الحصري الذي أعطاه إیاه المحترم الأمین العام للمجتمع الجغرافي لباریس السید مونوار في تقریره الأخیر (1).

ومن هنا نفهم الفائدة من عرض و دراسة مجتمع لیون الرحلة التي قام بها السید بول سولیلیت الی الصحراء الوسطی هذا المست?شف الجريء الذي تقدم مخاطراً بنفسه حتی وصل الی جدران عین صالح (27 درجة علی خط العرض الشمالي ) وللأسف لم یتم?ن من الدخول الیها .

لم یتم?ن أي من المست?شفین الجدد من التوصل الی نتیجة أفضل من هذه وتقدیم الی الأعضاء العدیدین للمجتمع الجدیدة ف?رة دقیقة عن هذا الفرع الخاص من الجغرافیة والمعروف بإسم الجغرافیة التجاریة .

من وقت أصبحت الصحراء الوسطی موضوع حرب هادئة وهذا صحیح وهي أ?ثر حیویة عند الشعوب التجاریة الأروبیة ف?ل منها یسعی الی السیطرة علیها ووالإستئثار بالنفوذ علیها وفتح تیار عملیات من المستحیل إهمال أهمیته وحاصة بعد وجود مشروع إعادة بعث وتفعیل البحارالإفریقیة الداخلیة إسترجاع بهذه الطریقة نشاطها و حیویتها السابقة

ومتباعة هذا الهدف أصبح أ?ثر حویة ما جعل مستعمرتنا في الجزائرأحسنت فعلاً حیث ?انت تری فیه أنه سیصبح في ما یوماً قوتها و حیویتها ، و?نا نقول لزمن طویل أن هذا المل? سیبقی عقیم بین أیدینا ، ?ما قمنا بتعطیل قوی منتجة ، ل?ن المبررات تتلاشی أمام الوقائع البدیهیة والأرقام الإجابیة و علی هذه الأرضیة ?انت إرت?زت الدعایة ال?بری لباریس ، فقام السید بول لوري بولي بوضع في المقتصد الفرنسي مساعدة عمل مقارن بین تطویر المتستعمرات البریطانیة والجزائر والتي لم نحمر لجعلها إنتاجیة ، ل?ن زیادة علی ذال? یإسنا من مستقبلها وقد بلغ رقم التبادلات في 1873 الی 360 ملیون حیث ?ان عندنا إرتفاع استثنائي في الأرقام ل?ي نتم?ن من قبول بسط سیطرتنا . فمعاودة القیام بإست?شافات علمیة وتجاریة في الصحراء الوسطی تبعاً لما قام به السیدان هنري دفیري و جرار رولف والسید دورنو دیوبیري الذي قتل للأسف قرب أغدامس ، فعلینا إذاً العمل من أجل تقویة نفوذنا علی المناطق المجاورة مباشرةً لمستعمراتنا أي ضواحیها وإذا أم?ننا إستعمال هذه ال?لمة لأن الشعوب المقیمة بها یأتون للتمول من الجزائر وإذا لا یأتون فخوفاً من أن یفقدون حریتهم .

?ما أنه علینا أن نتقوی ضد التیارات الأخری التي تنافسنا خاصة الأنجلیز الذین یبحثون عن أعذار للوصول الی مقادور، تونس ، وطرابلس .، وأخیراً القیام بخطوی وخطوی ذات دلالة في الطریق الذي یربط الجزائر بمستعمراتنا فی السنغال ، ونحن نعلم أنه لبلوغ هذا الهدف یجب المرور بجملة من المراحل : لغواط ، المنیعة ، عین صالح ، تمبو?تو ، النجر ، فالنقطتین الأولتین لا تش?لان خطورة حقیقیة ، وحتی الطریق الی عین صالح فهي معلمة ل?ن یبقی النقطاتان الأخیرتان یم?ن الوصول الیهما بسهولة لو توطدت علاقتنا مع عین صالح .

مخطط الرحلة مأخوذ من تقریرالسید بول سولیلیت الذي قدمه الی غرفة التجارة بالجزائر في المحاور التي تدخل في إطار الجغرافیة التجاریة و توضح لقراء هذه المجلة النتائج النهائیة لهذا الإست?شاف

وفي الواقع إذا أخذنا فرجار(مدور) ونأخذ عین صالح ?مر?ز ونرسم دائرة تلامس بمحیطها السواحل الشمالیة الشرقیة والشمالیة والغربیة لإقریقیا وجزء من إفریقیا الوسطی والنقاط الأساسیة الأربعة الموجودة علی هذا المحیط تمثل الجزائر شمالاً ، و تنبو?تو جنوباً ، و طرابلس في الشرق و في الغرب مقادور وال?ل یوجدون علی نفس المسافة من عین صالح .

هذا الموقع الممیز لفت إنتباهی مباشرةً ویشرح السبب الذي جعل من توات أن ت?ون نقطة إلزامیة یتم فیها ?ل عملیات العبور بین وسط إفریقیا و سواحل إفریقیا الغربیة

إذاً هي النقطة التي یجب التوجه الیها ، ووقوفاً عند هذا التف?یر ?ان علیا أن أتفق مع رأي الرجل الذي لا یم?ن التش?ی? في قدوراته ، فقد قال العقید میرشل في ما یخص موضوع توات (مهمة غدامس ص 36) « إذا ألقینا نظرة علی خریطة إفریقیا الوسطی نجد أن الطریق الطبعیة من الجزائر الی السودان تمر بأقلیم وحات توات سوی ?نا نرید الوصول الی تنبو?تو أو ?نا نرید الوصول الی ?انو أو أسواق الهوصة الأخری التي ?انت تتبع بقوی سابقاً ، وإزدهار ورقلة القدیم یشهد علی الفوائد التي ?ان یجنیها الس?ان من التیار التجاري بین إفریقیا الوسطی وإفریقیا الغربیة » .

الد?تور بارت قدر بالطزیقة التالیة م?انت توات فیما یخص التجارة (رحلة است?شاف في افریقیا الغربیة والوسطی دهنری بارت ص .107 t: IV)

« توات بإمتدادها من الشمال الغربي ، تفیلالة أو سجلماسة في القرون الوسطی تش?ل الوسط بین هذه الأراضي الخصبة و الشمال و اللمر یتعلق بتنبو?تو و ولاتة أو غناتة ?ل هذه الناحیة تش?ل دائماً مستودع تجاري ?بیرما دامت الشعبوت تعمل علی ربط العلاقات الدولیة وتبادل منتجاتهم فیما بینهم . »

لقد بقیت توات دائماً مغلقة في وجه الأوروبیین ویجب إجاد السبل لدخولها وقد بذلت ?ل الجهود عند إقامتي بالأغواط لهذا الهدف، وزاد السید سولیلیت وهو ثابت علی وجهة النظر العامة علی الرحلة:

« لضمان نجاح المؤسسة یجب أن یرفع عنها ?ل صفة سیاسیة أو عس?ریة أو دینیة فیجب أن ت?ون تجاریة محضة وخالیة من ?ل خلفیة ف?ریة ?ربط الخیوط المقطعة منذو زمن بعید بین الشمال والوسط الإفریقي .»

یجب الوصول الی توات وحمل عینات من السلع المصنعة فرنسیاً و توفیر لهذه البلدان سلع متشابهة بالتي توفرها لهم التجارة الخارجیة والتر?یزعلی الأسعارالمحفزة والمطلوبة من هذه التجارة و أیضاً جلب من هذه البلدان عینات من المنتجات التي قد تستعمل في تجارتنا وفي صناعاتنا و توفیر أسعار محفزة لنفس السلع التي توفرها التجاریة الخارجیة

والذي یجب خاصة الحصول علیه هو إحضارأوإقناع بعض المبادلین التجارین بإحضارعینات من سلعهم بأنفسهم وعرضها بالجزائروالإتفاق مع المتابدلین التجارین من مستعمراتنا

وما أن یتم تطبیق هذا المخطط فالعلاقات المباشرة تخیف الف?رالعربي فف?ر السید سولیلیت في تسهیل الأمرعلیهم والوسیلة التي أراد إستعمالها لذال? تبدو ذ?یة أ?ثر من ما هي تطبیقیة وهي إنشاء مستودعات تجاري بالأغولط .

وهذا المشروع الذي قمت بدراسته بنفسي یرمي الی بناء مرا?ز تجاریة بالأغواط حیث تتم بها ?ل التبدلات التجاریة مع تجارة الجنوب فإنشاء سوق بالأغواط حسب ما أری یم?ن أن یحقق الهدف فموقع الأغواط علی إرتباط مباشرمع البحرعبر طریق الجزائر ومع توات عبر طریق مزاب ، المنیعة عین صالح مع تعیین هذا الموقع للمشروع الذي أحتفط به من أجله .

فالأغواط دوناً عن سواها في ما یخص التجارة مع بلدان داخل إفریقیا لها موقع إستثنائي تماماً ف?ل القوافل القادمة من أقادیز ببلاد الهوصة والقادمة من غات ومن تمیمون بتوات والتي ترید الوصول السریع والآمن الی البحر علیها المرور بهذه النقطة ، ف?ان المشروع یرت?ز علی إنشاء مستودعات جنوب ممتل?اتنا وأضرب علی ذال? مثلاً أن أحد سلاطین فاس لما وجد أنه خسر التجارة في بلدان الجنوب تنقل الی غدامس بطرابلس بف?رة أقامة مستودعات تجاریة بها یقصدها س?ان الجنوب لتبادل منتوجاتهم فیتفادون تضیع الوقت ومصاریف النقل المعتبرة، فقام بإنشاء بلدة مرزوق التي إلتهمت الیوم جزء من التجارة التي تمر قدیماً الی غدامس فلماذا لا نفعل ما فعله سلطان فاس ونقوم بإستحداث مستودعات فی مناطقنا.

لتطبیق هذا المخطط إنطلق السید سولیلیت من الجزا ئر یوم 29 دیسمبر 1873 لیصل دون أي حادث یذ?ر الی الأغواط یوم 11 جانفي 1874 بعد أن أقام بها لفترة قصیرة وصل الی غردایة یوم 29 حانفي ثم الی متلیلي یم 02 فیفري ، راجیاً أن یلتقي صدیقه السید دورنو دوبیري بورقلة التي وصلها بعد أن غیروجهتة قلیلاً یوم 09 فیفري فالمعلومات التي الوفیرة التي جمعها سولیلیت عن هذه المنطقة وحر?تها التجاریة تأ?د ما قاله السید دورنو دوبیري سابقاً ?أننا نعید ما قاله تماماً.

?انت ورقلة قبل قرن مضی مر?ز تجاري تحتوي علی مستودعات ?ثیرة تتم بها تبادلات تجاریة بش?ل دائم من أقادیزو السودان وبها شعوب ?ثیرة ومتنوعة ومختلفة ، منقسمة الی أربع فروع و?لها بربریة والتي هي موجودة حتی الی یومنا هذا وهي بني مزاب، بني براهیم ، بني سیسین وبني ویقان ، و إنحراف التیار التجاري یؤدي الی مشادات و مواجها بین مختلف فروع ورقلة بالإضافة الی التوارق وأقادیز وح?امهم فقد حولوا هذه المنشآت الی أطلال بعد ما ?انت مزدهرة بالتجارة والقوة و الغنی فإلی وقت غیر بعید ?انت ورقلة وأقادیز تحتفظ ببعض التقالید والسلطات وأنتهت بفقدان ?ل إزدهارها التجاري السابق. وتقلص س?ان هذه المواقع فورقلة لا یتجاوز عدد س?انها 5000 الی 6000 نسمة ، فتأ?ید السیطرة والح?م الفرنسي علی هذه المناطق ساعد علی بدایة خروجها من ثباتها العمیق وذال? للح?م الرشید لإبن إدریس الذي هو منذو عامین أغا ورقلة فهذه المدینة ?أنها تبعث من أطلالها فالقصبة الیوم هي في إطار الترمیم ، والسوق المغلق المحاط بأقواس یشهد حر?ة تجاریة مهمة بمنتجات البلاد المحلیة و الم?ون أساساً من الحای? والخیط و القطن مع قبعات وأغراض وسلال مصنوعة من سعف النخیل والبرانیس و التمور .

وتتوفر ورقلة علی الأغنام و الإبل إلا أن الأغنام التي تباع في الجنوب أسعارها مربحة فحتی في ورقلة ثمنها لا یتعدی 30أو25 فرن? ، والجمال تجارتها مهمة جداً بورقلة فثمنها یتراوح بین 200 الی 300 فرن? ?ما هنا? أنواع ?ثیرومختلفة من الجمال والمهري المعدة للسباقات وهذا النوع المطلوب جداً ذو قیمة مهمة وسعرالمهري لا یقدربالمال بل یقام بمقایضته بجملان أو ثلاثة أو خمسة وقد یصل الی عشرة جمال وهذه الطریقة لتقیم المهري أثرت علی سرعة تداول هذا النوع من الإبل في السوق ، فمهري مقابل ثلاث أو أربع أو سبع أو ثمانیة أو عشرة جمال لا یعني بالضرورة ما نعتقده عموماً أن بیعه وحده یم?ن یربح في السوق في یوم واحد ما یربحه بیع العدد المقابل له من الجمال ، أي أن قیمته هي قیمة ثلاثة أوخمسة أو عشرة جمال هذا إعتقاد عام علینا تصحیحه .

و?ان هنا? دائماً زراعة القطن بورقلة ل?ن إزدهرت ?ثیر تحت ح?م بن إدریس حیث قام بنفسه بإنشاء مزرعة ببامندیل ذات إنتاج مهم وبطریقة منظمة ویف?ر بن إدریس في حفر أبار إرتوازیة ?ثیراً تسمح بإستغلال أراضي ?بیرة بالمنطقة ، ?ما أن هنا? تبادلات ?بیرة بین الس?ان وبني مزاب تتم في الد?ا?ین الموجودة بالقصوروالمتجارة بالسلع الأوروبیة ?القماش والس?ر والقهوة ...الخ ، و?ان بن إدریس یشت?ي من الصعوبات التي تعترض هذه المنتجات للوصول الی ورقلة ، ویضطر س?ان ورقلة للتزود بهذه السلع قصد أسواق غردایة أو بني یزقن حیث یحملون الیها التمور والطرونییة لمقیضتها بهذه المنتجات

الطرونیة هي نوع من الملح نحصل علیه بحرق نبات البلبل وغسل رماده وهي نبتة معروفة ?ثیراً في الصحراء مشبعة بالملح

فس?ان نقوسة الواقعة شمال ورقلة بالقرب من سبخة سفیون یحترفون صنع الطرونیة المستعملة بش?ل ?بیر في الجزائروالتي تصل حتی المدیة حیث تستعمل من طرف الصباغین المحلیین وقد قمت بإرسال عییبة من هذا المنتوج الی الغرفة التجاریة لتحلیله ، فهنا? مساحات ?بیرة في أرض الصحراء مغطات بهذا النبات البلبل ما جعلني أعتقد أن صناعاتنا یمن?ها الإستفادة من صناعة الطرونیة وتسمح بإنشاء مؤسسات صناعیة بالجزائر ?صناعة الصابون ، والشمع ، الاستیارین ، حیث یوجد هنا ?ل المواد الأولیة الضروریة لهذه الصناعات ، ومن الم?ن أن الطرونیة بالطریقة التي یصنعها س?ان نقوسة لیست ذات نوعیة جیدة ، ل?ن بإم?انیاتنا المتطورة یم?ن أن نصنع إنتاج بنوعیة جیدة ینافس المنتوجات من نفس النوع القادمة من أوروبا

هنا? سوق فرنسیة بورقلة تحت حمایة بن إدریس تباع فیه السلع الأروبیة القادمة عموماً من قسنطینة و بس?رة ، و القوافل التي ?انت تأتي ب?ثرة الی ورقلة بدأت في الظهور شي ء فشی ء وهنا? حتی من تأتي من الهقار وعین صالح ولقد وجدت عند بعض المستودعات سلع أوروبیة موجهة الی الحاج عبدالقادر باجوده من أولا باحمو من عین صالح والمرسلة له من طرف بن إدریس بإنتظارالقوافل القادمة من هنا? .

إن إلحاق ورقلة بمحافظة الجزائریم?ن أن ی?ون له أثر ?بیر فی إزدها هذا القصر وقد تساهم الطریق المدروسة مسبقاً بین الأغواط و ورقلة مروراً بلقرارة في تذلیل الصعوبات الجدیة التي تعترض وصول السلع الأوروبیة بالتقلیل من السعر والوقت والتعب عند التزود بها من بس?رة و قسنطینة ویستفید إقتصاد ورقلة من ربح الوقت و نفقات النقل .

وقد ?انت إدارة بن إدریس لورقلة مفیدة جداً للبلاد حیث وضعها علی طریق التطور و الإزدهار وبعد عملیة إلقاء القبض علی بوشوشة الناجحة بالمساعدة الفعالة والجريئة من طرف السي السعید أخ الأغا بن إدریس ?ان لها دور في إستتباب الأمن في الطرق وعودة القوافل والمبادلات التجاریة الی ورقلة .

وفي علاقاته مع عین صالح ?ان یتحدث عني مرات عدیدة لأصحابه وعن مشاریعي و?ان دا ئماً یربط إسمي ب?لمة مملو? وتعني (أي الرجل الذي یلتزم بعادات وتقالید وحیاة العرب والذي یجب أن لا تفرض علیه الأتاوات المفروضة علی المسیحیین و الیهود ) وأخذاً بنصیحته أن هذا اللقب مملو? سیفیدني ?ثیراً في رحلتي قمت بتغیر ختمي من سولیلیت المقایض وأضفت الیه ?لمة المملو? سولیلیت المقایض وهذه ال?لمات التي تمثل الختم هي إجابة قطعیة علی ?ل الأشخاص اللذین یدعون أني خلال رحلاتي ?نت أتظاهر أني رجل سیاسة .

ومن ورقلة عاد السید سولیلیت الی متلیلي ل?ن علینا قبل هذا الإشارة الی أمر مهم : وهو أن ?ل أوروبي یرید التوغل في الصحرا ء لن یتم?ن من ذال? إلا إذا ?ان مرت?زاً علی دعم شخصیة قویة ذات نفوذ ?بیر إجتماعي أو دیني ورحالتنا لم ی?ن لیهمل أمر مهم ?هذا بل أستعد له و?ان بین أیدي أمینة ویقول في ذال? :

بعد جولة قمت بها الی بني مزاب تأ?دت أن أحمد بن أحمد هو أحد الشخصیات الأساسیة لشعانبة متلیلي له سلطة ?بیرة علی أهل قورارة و أولاد باحمو حیث نظراً لقوته وشجاعته الشخصیة یحضی بتقدیر ?بیروتعتبر عا ئلة أحمد الذراع الأیمن لأولاد سیدالشیخ الذین لهم تأثیر ونفوذ علی ?ل الصحرا ء و إفریقیا الوسطی .

قطعت هذه المسافة للبحث عن علاقات تفیدني في رحلتي ، بني مزاب ،جبل عمور، شعانبة ، و?نت ملحق ?شاوش دروقمان بالمسمی محمد بن أحمد بن لروي من أولاد بن أو من الأغواط الذي رغم الأخطأ التي لاحظتها فیه فقد قدم لي خدمات معتبرة إثناء رحلتي وقد تمن?ت بواسطته وبفضل ز?ائه الی ربط علاقة صداقة وطیدة مع أحمد بن أحمد التي لم تتغیر أبداً ولأنه ?ان معروفاً جداً من أحمد ت?لم معه لمرات عدیدة عن مشروعي السلمي حتی جعله یهتم الیه وعندما سافر معمر إبن أحمد الی الأغواط قام محمد بإستضافته والإعتناء به ?إبن أحد أصدقائي وهذا ما ساعد علی توطید العلاقة بیني وببن والده و?ان محمد یبذل ?ل ما بوسعه لمساعدة معمر وحدثه مرات عدیدة ومطولاً عن مشاریعي حتی تم?ن من إقناعه وعندما عاد معمر الی الشعانبة بمتلیلي لم یعرض علیا أحمد بن أحمد أن یحمیني في رحلتي ?ما فعل الشیخ خنوخن مع السید هنري دوفیري بل عرض علي أن یقودني بنفسه فی رحلته

وعلی هذا قام السید سولیلیت بتنظیم رخلته الی عین صالح یوم 18 فیفري 1874 .

القافلة م?ونة من الأشخاص التالیة : محمدالجیلالي بوحفص وهو یرافق أحمد بن أحمد و أخواه عبدالقادر وموسی ومعهم أخیهم الصغیر إبن إثناعشر ربیع أخذوه معهم لیتعلم الطریق وخادم وحارس للجمال وشریف من تفیلالت وهو طبیب تعرفت علیه بمتلیلي مولاي محمد و طلب الإنضمام الینا فسمحت له بذال? ، والحرس المرافق مت?ون من أربعة عشر فارس جاء بهم أحمد بن أحمد

فالیوم 19 فیفري یبدأ أول یوم في الرحلة الحقیقیة رغم المخاوف والإ حتیاطات والتحفظات والتي تم تجاورها ، وأخیراً سأتم?ن من الوصول الی أبواب عین صالح و إنجاز المهمة المو?لة إلي وتحقیق أحد أمنیاتي الصعبة بل الأصعب

إذاً سأدخل في المجهول وأقطع الطریق التي قطعها أوروبي واحد قبلي وهو السید هنري دوفیري وهو الذي طلب منه المجتمع الجغرافي تزویدي بتوصیات ?انت مفیدة لي طول رحلتي فقد واجه مخاطر صعبة وجدیة تم?ن من النجاة منها بالفرار من الصعبات التي ?ان م غیر مم?ن تحملها .

عند وصولنا الی المنیعة یوم 24 فیفري وجد الرحالة أخبارغیر مشجعة علی بلوغ الرحلة نهایتها ، حیث أ?دت لنا القافلة القادمة من أوقروت أن بعد توجه بوشوشة الی الشمال مصحوب بمجموعة من البربرم?ونة من 80 الی 100 جمل من ?ل النواحي فهنا? خطر ?بیر في تجاوز المنیعة النقطة التي قد یلجأ لها بعض هذه المجموعات ، وهذه القافلة تابعة للحاج حمد وهو شعانبي موضحي الذي أعرف ولداه اللذان یقودان القافلة وقد أخبراني نفس المعلومات .

بدأت عزیمة الرجال تنقص فبالأمس لم یسیروا سوی تحت التهدید بأن أقتل أي واحد یرفض السیر ، فهذه المعلومات الواردة من مصادر مختلفة هي علی قدر ?بیر من الصحة ولا یم?ن أن لا ی?ون هنا? أي شيء صحیح في ?ل ما ترویه القوافل القادمة من قورارة والتي تحذر ?ل القاصدین لهاته الوجهة .

الأمر أصبح خطیراً جداً فإما علینا البقاء بالمنیعة أو مواصلة طریق الرحلة التي برمجناها وهذا أصبح مستحیل مع هاولائي الرجال الخائفون الذین یحیطون بي فهذا یزید من خطورة الأمر إذا ?ان موجود أصلاً بالإضافة الی خسارة ?ل ما تت?ون منه القافلة ، فقررت إذاً تر? متاعي والقافلة بالمنیعة و التوجه وحدي الی عین صالح حاملاً معي الرسائل والهدایا الی الحاج عبدالقادر ولد باجودة قائد ?ما ذ?رت سابقاً أحد أ?بر العائلاتان نفوذاً وتأثیراً بهذه المدینة .

فأخبرت أحمد بمشروعي فوافق و عرض علیا أن یرافقني بنفسه مع أحد خدمه للننطلق غداً 26 فیفري علی المهاری التي تم?نا من قطع الطریق التي تفصلنا عن عین صالح

وفي یوم 27 فیفري قمنا بتحضیر المهاری التي ستحملنا الی عین صالح وحملنا علیها المؤنة من تمروس?ر وقهوة التي یت?ون منها زادنا حتی نصل عین صالح وهي ت?في لمسیرة خمسة عشر یوم ?ما قمنا بتفقد أسلحتنا وتعلیق بنادقنا وسیوفنا علی راحلاتنا ، و?نت أحمل معي بندقیة من إثنا عشرطلقة مع حراطیشها وذخیرتها و ومسدس من ذهب ?نت أنوي أن أقدمهم الی الحاج عبدالقادر ولد باجودة وأیضاً مسدس من ذهب الی أخیه ، وعلی الساعة العاشرة ر?بنا علی رحالنا وإنطلقنا جنوباً مغادرین المنیعة ولتفادي ?ل المخاطر المحتملة تجنبنا الطریق المعهودة للقوافل وسرنا شرقها ومرالنهار بدون أي حادث یذ?ر وسرنا بسرعة حتی وصلنا عند غروب الشمس واد فرنته وقضینا اللیل به، وعند الثالثة قطعنا منطقة العرق والذي یم?ن تأ?یده أن في مناطق جنوب وهران وقسنطینة ?ما لاحظه السادة بودربة ودوبینومان وهنري دوفیري، ومرشل و ..الخ بالنسبة للجهة الشرقیة والد?تور بول ماري، و?ولینیو ، و?لومب ، وویمبفن، ودستوق بالنسبة للجهة الغربیة أن هذه المنطقة لا یم?ن قطعها إلا خلال عدة أیام .

وبعد مسیرة یومین ?تب السید بول سولیلیت یوم 01 مارس :

في مختلف المخیمات التي أقمنا بها في طریقنا منذو إنطیقنا من المنیعة لم نصادف أي نقطة ماء ولم نمر في طریقنا بأي بئر وهذا لا یجعلنا نعتقد أن هنا? جفاف تام بهذه المناطق ل?ن علیا التذ?یر بأننا إتبعنا طریق غیر التي تتبعها القوافل عادة ، والودیان التي نمربها والملیئة بالعشب تدل علی وجود الماء بهذه المنطقة وطریق القوافل التي نتجنبها إحتیاطاً من حدوث أي م?روه معلمة بأبار الماء علی جوانب الأودیة التي تمر بها . و من 01 الی 05 مارس ?نا نسیر في هضبة مستقیمة موحدة مش?لة من أرض حمراء طینیة متصدعة ?لیاً ومغطات بحجر أسود ، ثم أضاف

ویوم 5 مارس إنطلقنا من واد السي أحمد علی الثالثة صباحاً و?ان الجو جمیل والسماء صافیة ل?ن هنا? برودة شدیدة دافعین المهاری بإ تجاه عین صالح التي ?نا نأمل الوصول الی مشارفها مع المساء ف?ان الوقت یداهمنا أ?ثر من نفاذ زادنا من التمر الذي قرب علی نهایته لأننا ?نا نحمل مهارانا أ?ثر من طاقتها ولإنعادام أنواع أخری من الزاد فقد إقترب التمر من أن ینفذ والذي ?نا نظن أنه ی?في لمسیرة خمسة عشر یوم ، و?نا نظن أننا سنجد في الجهة الأخری من الهضبة المسمات الغابة الواد الذي یقع به هدف رحلتنا أي عین صالح ولم نتوقف طیلة النها ورغم اللیل القارس الذي أدر?نا فنحن مازلنا علی نفس الهضبة و لم تلوح بعد واحة عین صالح .

تعب المهاری فتقاسمنا ما بیقي من التمر معهم ، و?نا نرید أن نحضر القهوة فلم نتم?ن لسوء الأحوال الجویة من إشعال النار والوضع أصبح حرجاً جداً فنحن ضائعین علي هضبة ممتدة ولا تظهر بها أي علامة تبین لنا الی أین نتجه وبعد أن قطعنا مسافة معتبرعشوائیاً قررنا أن نبیت اللیل في م?ان توقفنا به عند العاشرة مساءاً وعند شروق الشمس لاحت من بعید عند نهایة الواد واحة صغیرة محاطة بنصف جبال مغطات ببساتین النخیل و الإخضرار وسواقي عدیدة تصب مائها فی الحقول المتاتالیة من الشمال الی الجنوب وفي الواجهة ینفصل قصرعن الحقول یبعد عنا بحوالي سبعة ?لمترات ، إنها واحة عین صالح النقطة التي ستنتهي عندها هذه الرحلة التي لم تتم إلا بعد المرور بصعوبات ومخاطر ?ثیرة و متنوعة ، فأمتطینا ظهور المهاری ب?ل نشاط وسرنا نازلین المنحدر حتی وصلنا عند السادسة والنصف صباحاً وتوقفنا عند أول بیت من الواحة المسمات قصر ملیانة . أو ملیانه .

وإذا ?نا نبحث عن النقطة المر?زیة التي تنتهي عندها القوافل القادمة من السودان و القصادة الجزائرأو المغرب أو تونس تقف العین بالطبع عند عین صالح وهي في الواقع تمثل قلب التجارة و تمثل طرق القوافل الشریان والأوردة

فوصولنا في ساعة مب?رة من النهار زرع الرعب في س?ان البیوت الأولی اللذین هرعوا للإحتماء في مجموعة البیوت الواقع شزق نقطة توقفنا ، ثم شيء فشيء بدأ الس?ان یظمئنون لوجودنا و?العادة الأطفال هم أول من یقترب من السید سولیلیت وأحمد بن أحمد الذي علم من أحدهم أن صدیقه بوحوص في منزله فأرسله لإبلاغه بحضورنا ، ولم یتأخر بوحوص ?ثیراً عن الإلتحاق بنا وسأل أحمد بن أحمد عن الرجال الذین بصحبته فقال أنهم شعانبة من متلیلي ول?ن بوحوص قصدني أنا بالذات فأجابه أحمد بن أحمد دون تردد أن ?ل الرجال اللذین معي هم شعانبة من متلیلي .

وبعد الترحاب وحسن الضیافة قررت قبل أن أدخل الي قصر آخر أن أبعث برسالة الی الحاج عبدالقادر بن باجوده أعلمه فیها بوصولي ، فأرسلت قدور خادم أحمد بن أحمد الی القصرعلی مهري وهو یحمل معه :

-1- رسالة من غرفة التجارة بالجزائر موجهة الی الحاج عبد القادر

- 2- رسالة من أغا ورقلة الأغا بن إدریس

-3- رسالة من سلیمان بن موسی قائد متلیلي موجهة أیضاً الی الحاج عبدالقادر ولد باجودة

وأمرته بالتوجه الی القصر الذي یقیم به أولاد باحمو ویسلم الرسائل الی الحاج عبدالقادر من ید لید وینتظر الرد علی رسالتي ،و في إنتظار الرد ?ان بوحوص قد أعطی الی سولیلیت معلومات مهمة جداً عن قصرعین صالح وعن عائلة أولاد باجودة التي ینتمي الیها الحاج عبد القادر

فمنذو سنوات عدیدة أصبحت هذه العائلة الأ?ثر مهارة والأ?ثر ذ?اء في القبیلة العربیة ال?بیرة أولاد باحمو ورغم المنافسة والمعارضة ال?بیرة التي تواجهها من أولاد المختار إلا أنها إستطاعت الثبات دائماً في الصفوف الأولی والحفاظ علی سیطرتها بدون منازع علی ?ل تدی?لت ، وهذه العائلة ?انت دائماً تمثل لتدی?لت التطور والتقدم ، والماجور قوردون لینق عند رحلته الی تنبو?تو في 1818 وجد عند هذه العائلة ترحاب وضیافة ?بیرة وحمایة جیدة م?نته من الوصول الی تنبو?تو التي قتل بها ، وهذه العائلة أولاد باجودة لها علاقة وطیدة مغ تنبو?تو فلقد إقترنت لعدة مرات بعائلة الب?اي التي زاع سیطها وتأثیرها ونفوذها الدیني والسیاسي حتی وصل ممتل?اتنا بالسنغال.

والعضوان الأساسیان في عائلة أولاد باجودة هما الحاج محمد والحاج عبد القادر ، فمحمد ی?بر أخاه عبدالقادر بخمس سنوات ورغم ذال? فقائد أولاد باجودة هو الحاج عبد القادر الذي فرض نفسه بفضل تفوقه الف?ري ثم تعدی ذال? لیصبح قائد ?ل أولاد باحمو ?ما دور العمدة في فرنسا ، وإضافة الی تفوقه الف?ري فالشيء الذي یعطیه الزعامة بدون منازع وهو لقب المقدم أي مقدم الطریقة الطیبیة وهي طریقة مولاي الطیب التي لها نفوذ وتأثیر ?بیر وشاسع یصل الی المغرب وإفریقیا الوسطی .

وعائلة الحاج عبد القادر ?بیرة تت?ون من سبعة أولاد وعدة بنات وإبنه الثاني محمد یوجد الآن بتنبو?تو عند عائلة الب?اي الذي تزوج من أحد بناته

أما الحاج محمد فعمره الیوم یتجاوز الثمانین عاماً ما یعني أن الحاج عبدالقادر ما بین الخامسة والسبعون أو السادسة والسبعون والأخوان یمل?ان ثروة معتبرة .

قبیلة أولاد باحمو قبیلة ذات أصول عربیة ل?نها منذو زمن بعید تبنت عادات وتقالید ولباس التوارق فالرجال عموماً أقویا وشجعان و لهم طباع نشیطة وحربیة وهذا ما یسمح لهم بمواجهة التوارق عند الدفاع وحمایة قوافلهم بل یغزونهم حتی في عقر دیارهم ، وقبیلة أولاد باحمو یم?ن أن توفر قرابة مائة حصان والفرسان اللذین یر?بون هذه الأحصنة لهم مهارة ?بیرة في حمل السلاح ویستعملون البنادق والمسدسات بمهارة ?بیرة .

فإذا ?انوا یتعایشون ب?ل ذ?اء مع التوارق اللذین یعتبرون تدی?لت تابع لهم وجزء من إتحادهم والتي هم لیسو في غفلة عنها ، فهم یدافعون بشراسة ویردون غزوات القبائل ?ا دوي منا وأولاد المولات الذین في مائتان أوثلاث مائة یهاجمون القوافل ویسرقون القطعان ، والتشابه في اللباس مع التوارق یجعل الناس تخلط بینهم (لباس أزرق من قطن السودان مع الشاش) ولا یشبهون التوارق إلا في اللباس فأولاد باحمو من أصل عربي و التوارق من أصل بربري أما قبائل تدی?لت الأخری فیرتدون الزي العربي بالإضافة الی شاش أبیض علی الرأس لا یظهر منه إلا أعلی الوجه .

بوحوص الذي یزودني بهذه المعلومات ینتمي الی طریقة دینیة تمل? قصور عدیدة بتدی?لت ما بین ملیانة والفقارة وهي تمل? زاویة مشهورة ومهمة تقع علی مسیرة یوم ?امل بإتجاه غدامس وتعرف في تدی?لت و?ل إفریقیا بالزاویة القادریة وهي زویة أولا سیدالشیخ القویة وس?انها نشطا جداً وعندهم تجارة معتبرة .

الواحة تقع بین مرتفع بعلو 100 الی 110 متر علی مساحة ممتدة الی حوالي 1300 الی 1400 متر وتحتوي علی أربع فصورزائد قصر ملیانة والأسماء التي أعطاني إیاها بوحوص هي : ملیانة، الساهلة التحتانیة ، الساهلة الفوقانیة ، قصر الساهلة ، قصر العرب ، وفي المقال الذي نشره السید هنرة دوفیري عن ما جاء به جرار رولف الأسماء لا تتطابق ما ما قاله بوحوص والأمر لیس مفاجأ إذا علمنا أن في الصحراء الأما?ن لها أسماء عدیدة وذال? حسب مدلولها بالعربیة والبربریة فمثلا المنیعة تسمی القلیعة والمنیعة ، فالسید هنري دوفیري رتبهم علی النحو التالي:

1- قصر العرب أو القصر ال?بیر ، 2- قصر أولاد بلقاسم ، 3- قصر أولادالحاج ، 4 – قصر الدغامشة وحسب خریطة الصحراء الوسطی التي رسمها هنرة دوفیري ملیانة تقع خارج قصرعین صالح وهي عل بعد حوالي سبعة عشرة ?لمتر من عین صالح وبفضل معلومة حصل علیها تم?ن من تحدید هاتین النقطتین وعین صالح لیست إسم لموقع ما بل هي إسم لمجموعة مواقع ، والسید هنرة نفسه یقول أنها إسم لواحة بها خمس قصور أین ملیانة هي الأولی شمالاً والمسافة التي تفصل ملیانة علی قصبة الحاج عبدالقادر هي من سبعة الی ثمانیة ?لمترات ویم?ن للمهري أن یقطع هذه المسافة ویتجاوز العرق خلال ثلاث أرباع الساعة والرجل علی قدمیه یقطعها خلال ساعة أو ساعة وربع ، والخطأ الذي وقع فیه السید هنري دوفیري في رسم خریطته هو أنه إعتماد فی ذال? علی معلومات زوده بها بعض الس?ان المحلیین لیست لهم درایة بالریاضیات وتقدیر المسافات والتي لم یقوم بتمحیصها والتأ?د من دقتها .

أما جرار رولف فقد أعطی الأسماء التالیة

1- الزاویة ، 2 – قصر الجدید ، 3 – القصبة ،4 – قصر العرب ، 5 – قصبة أولاد باجودة ، 6 – قصر أولاد بلقاسم ، 7 – قصر أولاد الحاج

والقصر الأول الذي سماه الزاویة هو ملیانة وذال? لأنه یس?نه زوی أولاد سید الشیخ ،أما دفیري ف?ان یعني بال?لمتان م?ان واحد علی خارطته ولهذا ?ان غالباً ما یسمي الفقارة بالزویة الخضراء. وأما جرار رولف الذي زار المنطقة فأنا أتفق معه في جعل الزویة قصر ملیانة بین القصور الم?ونة لواحة عین صالح وغیر منفصلة عنهم

ومن أعلی قمة العرق ال?بیر الذي یفصل ملیانة عن النقاط الأخری تم?نت من رأیت بنایة ?بیرة وصلبة علی ش?ل مربع مبنیة جنوب قصر العرب الذي یس?نه أساساً أولاد باحمو و الحاج عبدالقادر باجودة وأخیه محمد وعائلتهما ، وهي قصبة بإسم قصر?ما ذ?ر جرار رولف الذي وجدها في طور الإنجاز وأما الأفق من ورائها فهو مظلم تغطیه غابة من النخیل والتي تمتد الی نهایة البصروغرب البساتین تمتد من الجنوب الی الشمال واحة نخیل جدیدة علی أرض مخصبة جداً بالملح ?أنه قاع سبخة وقد ت?ون السبخة التي تحدث عنها جرار رولف قد جفت وهي في نفس الإتجاه و الجدیر بالذ?ر أنني ?لما سمحت لي الفرصة لمعینة الأمور بنفسي أجد أن هنا? دقة ?بیرة في المعلومات التي قدمها جرار رولف ، فعین صالح لا تش?ل ?ما نعتقد مدینة واحدة موحدة بل هي مجموعة من القری أو القصور مختلفة تماماً الواحدة عن الأخري وأحیاناً یس?نها شعوب مختلفة الأصول ، فالزنوج موجودون بأعداد ?ثیرة ول?ن یجب أن نتوقف هنا للإشارة الی وجود خصوصیة واضحة في حالة العبودیة لهذا العرق وهي .

العبودیة موجودة هنا علی مستوی ?بیر ?ما هي في السودان ، فعین صالح ?سائر البلدان تتلقی وتشتري ال?ثیر من العبید ل?ن ع?س ما هو علیه عند التوارق فإبناء العبید لیسو بالضرورة عبید فهم شبه محررین ویسموم العطریة ما یشبه تماماً المحررون في روما .

القصور الخمسة الم?ونة لعین صالح تمتد من القدم حتی الی الغابة وهي غابة من النخیل مغلوقة الأفق في الجنوب علي مسافة عشرة ?لمترات تقریباً وللوصول الی هذه القصورمن ملیانة علی? عبور العرق الرملي الذي یبعد عن هذا الموقع حوالي خمسمائة متروالذي یغلق الواد تماماً ویسمح بمرور الساقیة التي یسیل بها الماء من الشمال الی الجنوب.

وقصرالعرب القصرالأ?ثر أهمیة به من 1700 الی 1800 نسمة أما القصور الأخری فهی أقل منه نسمة وعدد المقیمین (الحضر) یصل الی 4000 نسمة ، وال?ثیر من س?ان القصور یعیش حیاة البدو ولا یعودون إلی مختلف القصورإلا عند موسم جني التموروهي الفترة التي یتراوح فیها عدد س?ان عین صالح من 10000 الی 11000 نسمة .

معظم أراضي عین صالح مزروعة بعنایة وینتجون التمور والزرع والخضر،الشعیر الیقطین ،?ما لاحظت هنا ?ثیر من أشجار الفوا?ه ?الرمان و المشمش ونوع من الأترج .

وعین صالح هي مر?ز عبور مهم جداً للعدید من القوافل القادمة من برنو وتیمبو?تو و الهوسة المحملة بالنیلة والعاج والعل? وغبار الذهب ، ریش النعام ، والجلود ، العطور و العبید وهذه السلع تتجه طبعاً الی الشرق أو الی الغرب فالنیلة تذهب الی المرزوق مروراً بغدامس أو غات في نفس الإتجاه حتی تصل الی مصر ، أما العاج فیتبع نفس الوجهة وجزء منه یباع بطرابلس ، وریش النعام أیضاً یمر بطرابلس وغدامس أما العل? فیتجه عبر أولف الی تفیلالة والساورة الی المغرب ، والشراء الحقیقي لتجار عین صالح هو من غدامس والممثل في القطن والأصواف ، الحدید ، الس?ر والشاي ...الخ وهذه السلع عموماً هي منتجات إنجلیزیة قادمة عبر مالطا وطرابلس ما عدا الأصواف فهي مننتجات إیطالیة من لیفرون أو لو?ي .

فمنذو تنصیب بن إدریس علی ورقلة عادت العلاقة الحیویة التي ?انت تربط سبقاً بین عین صالح وورقلة بدأت القوافل تعود الی أسواق ورقلة ?ما أشرت إلیه سابقا عند إقامتي بورقلة جأوا لیحملوا البضائع الفرنسیة ، والقماش المستعمل في توات یأتي أغلبه من جنوب ممتل?اتنا والتي عندما توطد العلاقة مع هذه البلان یم?نها أن تمولها بالحبوب التي تحتاجها والمنتجات الفرنسیة التي تصل عن طریق قورارة یم?ن أن تصل الی تفیلالة بواسطة التبدلات التي یقوم بها س?ان أولام الذین تربطهم علاقة جیدة مع تلمسان

وهذه المنتجات لها قیمة ?بیرة في عین صالح وفي توات عموماً وقد تجد أسواق سهلة وأ?یدة ومحفزة ، ‌ما التبادلات مع بني مزاب فهي ضعیفة جداً وقدتتحول الی ورقلة ، تتجار توات عندما یتجهون الی أسواق مزاب لبیع سلعهم والممثلة أساساً في العبید یتقاضون الثمن نقداً بالدورو ثم یتجهون الی قورارة أو غدامس لتزود بالسلع التي یحتاجون الیها و العملة المتداولة هي الدورو وهي خمسة فرن? فرنسي وقیمتها عموماً ت?ون زوجیة ما لم ت?ن هنا? علاوة و قیمته بالذهب متغیرة وغیر ثابتة وتتراوح من 20 الی 50 ٪ وهذا غیر معقول لأن العملة الصرف هي التي نتعامل بها في تونس و المغرب ، وعندما ?نت بعین صالح ?انوا ینتظرون قافلتین مهمتان قادمتان من تمبو?تو .

السي بحوص الذي ?ان یزودني بهذه المعلومات ?ان ی?لمني أیضاً عن علاقاته الشخصیة في الشمال حیث ?ان دوماً یحدثني عن عدون بن سعید من بن یزقن الذي إلتقاه لمرات عدیدة ولا یزال یراسله ،

ثم بدأ القلق یتسرب الی الرحلة السید سولیلیت فما فائدة المعلومات التي زوده بها بحوص وقدور لم یعد بالرد وقد تنتهي الرحلة بعد ساعتان.

غیاب قدور الطویل جعلني أقلق ?ثیرآً فرغم رسائل التوصیة التي أحملها ل?ن أخشی أن یلتزم الحاج عبدالقادر بالعهد الذي قطعه علی نفسه أمام جراررولف والذي ی?رره مراراً وهو أنه إذا جاء أي أجنبي الی عین صالح ولو ?ان یحمل رسالة توصیة من سلطان طرابلس أو سلطان المغرب فسأسلمه فوراً الی رجالي لیقتلنوه فنحن لا نرید أن یأتي أي مسیحي الی بلادنا .

وأخیراً عاد قدور عند غروب الشمس یحمل رسالة موجهة إلي من الحاج عبدالقادر وأخیه محمد وهي حتماً تحمل رد فیه رأي جماعة عین صالح اللذین إستدعاهم الحاج عبدالقادر لسماع ما جاء في رسالتي و الرد علیها

هذه الرسالة التي أرسلت النسخة الأصلیة الی غرفة التجارة والتي وصلت الیها یوم 08 أفریل ودونت تحت رقم 5651 والتي محتواها أنا الحاج عبدالقادر ولد باجودة وأخیه محمد تلقیا رسلاتي وعرفا ما بهما ل?ن الأمر یعود الی سلطان المغرب وما دام الأمر ?ذال? فلیس من المم?ن فعل أي شيء من أجلي بدون أن یأذن لهما السلطان الذي سبق و أرسل قومه ثلاث مرات هذا العام وهو یباشر أموره بنفسه .و طلب مني أن أعود أدراجي وأن أغادر منطقته حتی نتفاد أي مشا?ل یم?ن أن تحدث لأي طرف من الأطراف التي یم?ن أن یش?لها تواجدي في منطقته .

سیادة سلطان المغرب علی توات وعین صالح لم أ?ن أجهلها وقد ذ?رها ?ل من تم?ن من جمع المعلومات عن هذه البلدان فالمعروف أن توات ?انت إتحادیة مستقلة ولا تعترف لسلطان المغرب إلا بالتبعیة الدینیة لأنه من الأشراف وذال? یتمثل في إرسال بعض العطایا في أوقات غیر محددة وطوعیة من طرف الإتحادیة ترسل الی أشراف فاس ?ما تعترف توات بسیادة الب?اي بتنبو?تو علیها ل?ن بدرجة أقل وذال? لما لها من فائدة علی تجارة توات ، ثم تحولت هذه السیادة الدینیة الی سیادة فعلیة ،عندما حاول القائد ?ولینوالدخول الی توات علی رأس قافلة حیث وصل الی مداخل تمیمون فالخوف من الإجتاح الفرنسي والحاجة الی الإستقلالیة أدت بتوات الی الإرتمی في أحضان المغرب الذي لم ی?ن بإم?انه أن ت?ون له سوی سلطة محدودة جداً فحالة الفوضی التي ?ان یعیش فیها المغرب لم تم?نه من بسط سیطرته علی المناطق الواقعة في إمتداد الجزائر. وبعد رحیل قافلة ?ولینو قام س?ان توات بجمع وإرسال جزیة ب5000 فرن? وعشرون أمة جمیلة الی سلطان المغرب الذي حتی یومنا هذا یرفض إستقبال أي حا?م ، وذال? لطلب حمایتهم عند أي غزو مرتقب من المسیحیین ، ?ما حدث في الشرق عندما وصل علي باي علی رأس قوم من غدامس لیعترض العقید مرشل الذي خرج من تقرت وعبر العرق ودخل بلاد التوارق لیحمي البعثة العائدة من غدامس الی الواد

السیادة التر?یة علی غدامس ?انت سیادة دینیة فقط و?انت ممثلة في مشیر عادي ل?ن بعد ظهور علي باي و قومه بالمنطقة قام بطلب الحمایة من السلطان خوفاً من التدخل الفرنسي فأصبحت السیادة فعلیة وتمثلت في إرسال باشا وحامیة تر?یة وإنشاء دوریة تنطلق من طرابلس لتصل منطقة غدامس وجزء من فزان

السید دوفیري الذي جمع معلومات عن الصحراء الوسطی ?ان قد أشار الی واقعة غدامس ?ما أشار جرار رولف أیضاً لما حدث بتوات وأ?د أن القائد ?ولینیو والسید بیرنسون لو ?انا یحملان رسالة توصیة من سلطان المغرب ?ان سیتم الترحیب بهم ویتم إستقبالهم بحفاوة في توات ، ولأني ?نت أعلم ?ل هذا عندما تحدثت مع العقید مرشل ?نت أود الحصول علی هذه الرسالة من سلطان المغرب بواسطة وزیرنا في المغرب والتي ?انت ستفتح لي أبواب توات بالتأ?ید

وقد فهمت من الملاحظات التي قدمها لي العقید مرشل أنه لا یجب أن أف?ر في طلب هذه الرسالة من الیسد الأمیرال قیدون بعد ذهابي فلن أجدد طلبي الی السید الجنرال شانزي لأنه سیجیبني بنفس الإجابة .

السید سولیلیت لم یقتنع بإجابة الحاج عبد القادر فأراد أن یجرب حظه للمرة الثانیة ل?ن هذه المرة الرسالة التي حملها له بحوص لم تجد نفس الإسقبال ل?ن الحاج عبدالقادر متخوف من رد الفعل الس?ان رفض تماماً وطلب مني الرحیل فوراً

?ان تف?یري أن أذهب وحدي الی القصبة ومقابلة الحاج عبدا

» الغزو في الصحراء ال?بری عبدالرحمان بالنوي
» دِراسَة جٌغرافیا وتَاریخ وعَادَات البِلاد 1 عبدالرحمان بالنوي
» المراسلات الإفریقیة عبدالرحمان بالنوي