عبد القادر تيديكلت
المدير العام
عملي : هويتي : المزاج : الساعة الآن : الموقع : تيديكلت ابداع الوظيفة : المدير العام للمنتدى عدد المواضيع : 31923
بطاقة الشخصية مشاركة الموضوع : مشاركة
| موضوع: رغم كل شيء.. تحيا الجزائر الإثنين 09 يوليو 2012, 23:46 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]على غرار الكثير من الجزائريين، تستوقفني مجددا الذكرى الخمسون لاسترجاع السيادة الوطنية لأنها تأتي في ظرف متميز تمر به الجزائر وجيرانها والعالم بأسره، وفي وقت ندعو فيه إلى التقييم والتغيير، وندعو إلى استكمال أهداف ثورة قامت من أجل الاستقلال ثم التحرر، فبناء دولة وطنية ننعم فيها بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. دولة المؤسسات التي لا تزول بزوال الرجال، ولا تأكل أبناءها، ولا يفر منها شبابها.. دولة الحق والعدل والكرامة التي ضحى من أجلها أجدادنا وآباؤنا رغم كل الإنجازات التي لا ينكرها إلا جاحد، وهي إنجازات شعب بأكمله، وليس لأيّ كان فضل فيها. ورغم النقائص والاختلالات مقارنة بالقدرات والإمكانيات، ما زال الجزائريون صامدين صابرين متمسكين بالأمل في غد أفضل، وما زالوا يحبون وطنهم ويتمسكون به، ويرددون "تحيا الجزائر" في الداخل والخارج، في السراء والضراء، ويرفعون الراية الوطنية في كل المحافل، ويسعون إلى التغيير بكل الاحترام والتقدير لكل من ساهم في وضع حجرة، والتقدير لكل الذي تحقق على مدى خمسين عاما ولكنه أقل مما نستحق ومن قدراتنا وطموحاتنا. .
-تحيا الجزائر- نقولها بصوت عال رغم أننا تحصلنا على الاستقلال دون أن نتحرر من بقايا الاستعمار وعملائه الذين يتواجدون في عديد المواقع، ورغم عدم تحررنا من أنانيتنا وظلمنا لأنفسنا وبعضنا ووطننا وشعبنا، ورغم عدم رضانا على أحوالنا.. تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهداء الثورة، رغم أن الأجيال الصاعدة لا تعرف عن التاريخ سوى الأرقام، دون تفاصيل ودون تدوين، ولم نتوقف عن المطالبة بذلك، ولكنكم رحتم تتظاهرون بطلب الاعتذار من فرنسا، ولم تستجيبوا لمطالبنا بكتابة التاريخ وحاجيات الجزائريين إلى التغيير والتجديد والإصلاح.. تحيا الجزائر التي لا يزال التردد والجمود يراودها، والغموض يكتنفها، رغم إقرار الرئيس بأن جيل الثورة "طاب جنانو"، وإقرار الوزير الأول بأنه لم يقدر على محاربة المافيا ولا اللوبيات التي تشكلت حوله في الحكومة والكثير من المواقع.. تحيا الجزائر، رغم تقصير الكثير من المسؤولين وإقرارهم بفشلهم، وعدم قدرتهم على مواكبة متطلبات وحاجيات الجيل الصاعد، ولكننا لم نسمع يوما عن انسحاب أي واحد منهم على مدى خمسين عاما.. تحيا الجزائر، رغم المتاعب والمصاعب التي يعيشها الجزائريون، ورغم الفشل المتكرر والمعلن كل مرة في السياسة والثقافة والرياضة والاقتصاد والتربية والتعليم والصحة وغيرها من القطاعات، التي أنهكتها التجارب طيلة خمسين عاما.. تحيا الجزائر، رغم الظلم الذي يشعر به الكثير من الجزائريين في مختلف المواقع، وإحساسهم بالغربة داخل الوطن والحقرة في الخارج ، ورغم الفوارق الاجتماعية التي تزداد وتتعمق يوما بعد يوم، وتؤدي إلى المزيد من التذمر والحقد واليأس .. تحيا الجزائر، رغم أن مواليد الاستقلال سيحالون على التقاعد بعد عشر سنوات، وجيل الثورة لا يزال في مواقعه لم يسلم المشعل، ولم يقدر على الاستثمار في ثرواتنا البشرية والمادية والطبيعية، والتجاوب مع متطلبات الحداثة والعصرنة.. تحيا الجزائر، رغم قساوتنا على أنفسنا وعلى بعضنا البعض، ورغم ثقافة الحقد والإقصاء والأنانية المتفشية بيننا في الداخل والخارج، وبين الصغير والكبير، والوزير والمدير، ورغم غياب ثقافة الدولة عندنا جميعا دون استثناء.. رغم قساوة الظروف وصعوبة الحياة في بلد يحسدنا عليه الكثيرون، ورغم عدم رضانا عن أوضاعنا.. تحيا الجزائر اليوم وغدا، والموت لنا جميعا إن كان ذلك في مصلحة الوطن، لأننا لا نستحق ثورة كثورة نوفمبر، ولا وطنا بحجم الجزائر، ولا نستحق شعبا من طينة الشعب الجزائري العزيز الصبور والواعي المتفائل بجزائر أكبر وأفضل وأجمل، ستتحقق لا محالة ولو في الذكرى الستين أو السبعين لعيد الاستقلال لأن دوام الحال من المحال، ولأن روح ثورة نوفمبر متجذرة فينا ومستمرة في وجداننا وعقولنا حتى تتحقق كل أهدافها.. .
| |
|