خطار حفاوي
نائب المدير العام
عملي : هويتي : المزاج : الساعة الآن : الموقع : alasl01@maktoob.com الوظيفة : الشبيبة و الرياضة عدد المواضيع : 30553
بطاقة الشخصية مشاركة الموضوع : مشاركة
| موضوع: غدا جزائر أخرى.. لا محالة السبت 16 أبريل 2011, 22:50 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] البارحة كنا نرزح تحت نير الاستعمار ونعاني الجوع والجهل والحرمان، ونسعى للانعتاق والحرية والديمقراطية، ثم انطلقنا في عملية بناء جزائر حرة مستقلة ومواطن حر وسيّد، وخضنا ثورات فلاحية وصناعية وثقافية وضد الجهل والأمية، وعشنا الحلو والمر.. أخطأنا وأصبنا، سقطنا ونهضنا، إلى أن حان موعد المحنة الكبرى بداية التسعينيات التي خرجنا منها منهكين متعبين، لكن الوطن بقي شامخا والشعب صامدا بعد تضحيات جسام كلفتنا فقدًا لآلاف النساء والرجال، ودمارا في الهياكل والمنشآت، وآثارا على القلوب والنفوس والعقول..
- اليوم
نعيش حراكا سياسيا وغليانا اجتماعيا ونتعايش مع إنجازات وإخفاقات وأفراح وأحزان، ولا زلنا نبحث عن مشروع المجتمع الذي نريده لأبنائنا ووطننا، فالساسة يريدون الديمقراطية والمشاركة في الحكم وفي صياغة وبلورة المشروع، والمواطنون يريدون المزيد من الحريات والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، والعمال يريدون الكرامة وزيادة الرواتب والسكن اللائق، بينما البطالون يريدون مناصب عمل وآفاقا جديدة، والطلاب والأساتذة والقضاة والأطباء وكل المهنيين يريدون المزيد من الاعتبار والتقدير لمهنهم، وتوفير ظروف العيش الكريم لهم للتألق والإبداع.
-
الرياضيون من جهتهم كانوا وما زالوا يريدون مرافق رياضية عصرية، وإدارة رياضية ترقى إلى مستوى طموحاتهم وآمال جماهيرهم، ويتمنون تجسيد الإرادة السياسية في إصلاح القطاع على أرض الواقع، ويريدون ممارسة هواياتهم في الحي والمدرسة والجامعة والنادي في أحسن الظروف، ويريدون احترافا فعليا وحقيقيا بالمعايير المعمول بها ولا نبخل فيه على أبنائنا بالإمكانات المادية والفنية والمعنوية.
- وإذا
كان لكل زمان ظروفه وحاجياته ومتطلباته، ولكل زمان رجاله ونساؤه، وإذا كنا نجحنا أحيانا وأخفقنا أحيانا أخرى، وفرحنا وبكينا، فإن غدا يوم آخر لن يكون أبدا شبيها بالبارحة أو اليوم، شئنا أم أبينا، ولن يصنعه بالتأكيد جيل البارحة أو حتى جيل اليوم. لأن الصلاحية المهنية لمن فاق الستين ستنتهي لا محالة، ولن تكون الشرعية الثورية والتاريخية هي المعيار، ولا الجهوية و مكان الميلاد هي المقياس، بل ستكون الكفاءة والإخلاص للوطن هي العنوان، ولن يبقى الرئيس رئيسا ولا الوزير وزيرا ولا المدير مديرا ولا القوي قويا ولا حتى الضعيف ضعيفا:
-
- غدًا.. لن يكون حالنا أسوأ من البارحة واليوم، لأن الجيل القادم سيكون متحررا من كل العُقد والإرث والأحقاد التاريخية والجهوية، وسيكون متفتحا متفهما ومستلهما للدروس من كل المحن والتجارب التي مرت بها الجزائر.
-
- غدًا.. لن يكون الجيل القادم انتهازيا ولا انهزاميا ولا متواطئا أو حتى جبانا، لأنه أكثر وعيا وثقافة وتجربة، ولن يكره أو يحقد على بعضه البعض، ولن يسيء إلى وطنه، ولن ينتهج تلك الممارسات التي عانى ويعاني من ويلاتها كالفساد والرشوة ونهب خيرات الوطن.
-
- غدًا.. لن تكون الجهوية والمحسوبية مثلما كانت عليه البارحة أو مثلما هي عليه اليوم، لأن الكل فهم أنها هي السوس الذي نخر عقول وقلوب من سبقونا، وهي التي أدت إلى إقصاء ملايين الكفاءات وتهجير الآلاف وقتلت فيهم الأمل والطموح إلى المساهمة في بناء الوطن، وهي التي فسحت المجال للانتهازيين والوصوليين ليعيثوا في البلاد فسادا دون حسيب أو رقيب..
-
- غدًا.. لن تكون الحريات مقيدة ولن تكون للجزائر قناة تلفزيونية واحدة، لأن التجارب علمتنا أن "الحڤرة" والإقصاء من سمات الضعفاء والجبناء والأنانيين، وأن الجزائر بعظمة شعبها وتنوعها وثرائها تستحق أن تكون لها قنوات تلفزيونية عديدة تساهم في الحفاظ على هوية الجزائريين وتزيد من وعيهم وثقافتهم، ويجدون فيها أنفسهم ويعبرون من خلالها عن مشاعرهم وأفكارهم.
-
- غدًا.. لن تكون المدرسة والجامعة على هذه الحال بعدما خضنا كل التجارب، ولن يخرج التلاميذ والطلاب والأساتذة إلى الشارع لإسماع صوتهم، بل سيصل صوتهم عبر قنوات منظمة وفعالة، وسيساهمون في اختيار منظومتهم التربوية بكل شفافية وديمقراطية، وسيتخرجون من المعاهد ومراكز التكوين رجالا يساهمون في رد جميل هذا الوطن.
-
- غدًا.. لن يهرب أبناؤنا في قوارب الموت لأنهم سيدركون أن الجزائر تسع الجميع، وسيجدون فيها العمل والسكن والكرامة والعدالة والاعتبار والتقدير، وسيجدون الفرص المتكافئة بينهم، والأبواب المفتوحة لهم جميعا دون إقصاء.
-
- غدًا.. لن تكون رياضتنا أسوأ مما هي عليه اليوم، لأن جيل الغد يحب وطنه ويدرك أن الرياضة صارت وسيلة لإثبات الذات، وسيكرر ملحمة أم درمان ويتخرج منه نجوم وأبطال آخرون لم نعد نصنعهم اليوم لأننا لا نريد ولا نعرف كيف نصنعهم.
-
- غدًا.. لن يكون الفنان والمثقف والصحفي على هامش المجتمع وخارج إطار صناعة الأجيال اللاحقة وبناء مشروع المجتمع الذي نريده، وسيجدون الظروف الملائمة التي تساعدهم على الإبداع والبناء، وسينالون المكانة التي يستحقونها مثل نظرائهم في كل المجتمعات المتحضرة.
-
مهما قسونا على بعضنا البعض، ومهما عانينا وتحملنا وصبرنا، فإن غدا يوم آخر لن يكون كسابقه، وعجلة الزمن والتاريخ لن تتوقف، ولن يقدر على إدارتها أو إيقافها أحد. وعندما أقول غدًا أو بعد غد، لا أقصد العام المقبل أو الذي بعده ولا أقصد زمنا بعيدا، لأن حياة الأمم والشعوب لا تقاس بالسنوات، ومصير كل هذا الحراك الذي يحدث حولنا وعندنا أن يصيبنا يوما، وسيصلنا ونتبناه عندما تجتمع كل الأسباب والعوامل. وإذا لم يتحقق كل هذا في المستقبل القريب ولم يتغير حالنا كلية نحو الأفضل، فإننا لن نبخل على أنفسنا بأن نحلم بهذا اليوم ونسعى إليه، أو أن نترك لأبنائنا معالم وعوامل ومسببات يصنعون بها ذلك التغيير الذي ننشده، دون حقد أو كراهية أو نكران لأفضال الرجال وجهودهم ودمائهم ودموعهم، ودون أي إقصاء أو احتقار أو انتقام أو إكراه.
| |
|
سامي
عضو نشيط
عملي : هويتي : المزاج : الساعة الآن : عدد المواضيع : 24811
| موضوع: رد: غدا جزائر أخرى.. لا محالة الأحد 17 أبريل 2011, 13:03 | |
| مجهوداتك رائعة .... وهمتك من اقوى الهمم شكرا لك ولما تقدم اخي شكرا لك | |
|