عبد القادر تيديكلت
المدير العام
عملي : هويتي : المزاج : الساعة الآن : الموقع : تيديكلت ابداع الوظيفة : المدير العام للمنتدى عدد المواضيع : 32873
بطاقة الشخصية مشاركة الموضوع : مشاركة
| موضوع: ماذا بعد مباراة الجزائر والمغرب؟ الثلاثاء 24 مايو 2011, 23:48 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تتجه الأنظار هذه الأيام نحو مباراة المغرب والجزائر المصيرية برسم تصفيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، وسينشغل بها الناس وننسى ولو مؤقتا همومنا ومشاكلنا، ونضع جانبا كل الحراك السياسي والاجتماعي الحاصل عندنا، ويعتقد الكثير منا بأن نتيجة المباراة ستكون مقياسا لمدى نجاح أو إخفاق المنتخب الجزائري وكذا المدرب الوطني، ويعتبر البعض نتيجتها معيارا لتقييم المستوى الذي وصلته الكرة الجزائرية، وهل هي في تحسن أم تراجع؟ وهل سنتأهل إلى النهائيات أم نقصى؟
- ولكن لا أحد يتساءل عن حال الكرة الجزائرية والرياضة عندنا عموما،
وماذا بعد الفوز أو الخسارة؟ وماذا عن الاحتراف في الجزائر؟ وعن شبيبة القبائل ووفاق سطيف اللذين سيغيبان عن دوري أبطال إفريقيا؟ وعن تحضيرات رياضيينا لأولمبياد لندن؟ ووضعية الرياضات الأخرى خاصة الملاكمة وألعاب القوى والسباحة والجيدو والرياضات الجماعية؟ أما عن المرافق الرياضية وأحوالها وملعب 5 جويلية الذي صار مزرعة بعدما كان جوهرة، فلا أحد يسأل أو ينشغل، والكل يركز على المنتخب ومباراة المغرب ولماذا غاب شاوشي وحليش ومترف واللاعب فلان وعلان؟ ومن هو المدرب الذي سيخلف بن شيخة إذا ما تعثر المنتخب؟.. بعد الفوز أمام المغرب سنواصل سباتنا ونعتقد بأن كرتنا بخير ومنتخبنا وصل إلى القمة، ونعتقد بأن التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا دليل نجاح سياستنا الرياضية، وننسى إقصاء وفاق سطيف وشبيبة القبائل من دوري أبطال إفريقيا، والحالة السيئة التي يعيشها اتحاد العاصمة رغم ما وفره حداد من إمكانيات، وننسى أننا لم ندخل عالم الاحتراف الفعلي، وأن أعداد اللاعبين المحليين في المنتخب تتقلص كل يوم، وأن البطولة الوطنية لم تعد تنجب المتميزين. فوز المنتخب الجزائري على المغرب سيتبناه الانتهازيون الذين سيطبلون لبن شيخة واختياراته، وسيظهرون في وسائل الإعلام أكثر من اللاعبين بتحاليلهم ونظرياتهم، وكل واحد سيبحث له عن موقع يتموقع فيه. أما بعد الخسارة -لا قدر الله- فستكثر السكاكين حول رقبة بن شيخة، وتعود ريمة إلى عادتها القديمة، ويعود المشككون إلى الواجهة في وسائل الإعلام ينظّرون ويتبرؤون وينتقدون، وترتفع الأصوات التي كانت خافتة لتعيد علينا أسطواناتها المعروفة، وتدعو إلى إعادة النظر في كل شيء والبداية من الصفر. وإذا تعادل المنتخب في المباراة سننشغل بالحسابات والتكهنات، وسيتشاءم البعض ويتفاءل آخرون، وسيتأجل الحسم في التطبيل والتصفيق أو الانتقاد والتجريح، وسينتهي الموسم ويذهب الفلاسفة والرؤساء والمدربون واللاعبون إلى عطلهم، وننسى تقييم أول موسم من البطولة الاحترافية، ويختفي الحديث عن التكوين والاهتمام بالفئات الشبابية، ولن يسأل أحد عن الرياضات الأخرى ومشاكل الاتحادات والنوادي والشبان، وماذا فعلت هذا الموسم؟ وما الذي ينتظرها في الموسم المقبل من تحديات قارية ودولية؟ بعد المباراة سيذهب الجميع في عطلة وننسى التفكير في الموسم الرياضي القادم، وأن الجزائر مقبلة بعد سنة على المشاركة في الألعاب الأولمبية وقبلها الألعاب العربية دون تحضير وعناية بالرياضيين والمنتخبات على كل المستويات.. وأتحدى من يقول لي ما هي توقعاته لحجم المشاركة الجزائرية في أولمبياد لندن والنتائج المنتظرة؟ وما هي التوجهات الجديدة للممارسة الرياضية الحديثة؟ وما هي حاجياتنا الفنية والتقنية والمادية في ظل غياب أو تغييب اللجنة الأولمبية الجزائرية التي تعيش فترة سبات عميق، بعيدة عن الاتحادات والنوادي ورياضيي المستوى العالي، وبعيدة عن كل الانشغالات الرياضية والشبانية وعن الحركة الجمعوية.. إن نتيجة مباراة المغرب والجزائر لا يمكن أن تكون البارومتر الذي تقاس عليه مستوى الكرة والرياضة الجزائرية، ولا يمكن أن تحدد مصير البلد، ولا ينبغي أن نحمل المنتخب ما لا طاقة له به، ونعتقد بأنه سينسينا كل مشاكلنا عندما يفوز وينشغل الناس به، وننسى أن الرياضة الجزائرية ليست كرة القدم فقط، وأن الكرة ليست المنتخب فحسب، وننسى مثلما نسينا أن الجزائر ليست العاصمة، وأن الاقتصاد ليس المحروقات، وأن الثقافة ليست رقصا وغناء، وأن السياسة ليست مزايدة ونفاقا وكذبا على الناس، وننسى أننا ما زلنا غافلين وبعيدين عن الاحتراف في كل شيء، وبعيدين عن المستوى العالي رغم ما نتوفر عليه من موارد مادية وبشرية ونيات حسنة يحسدنا عليها الغير. في ظل هذه الأوضاع فإن ما بعد مباراة المغرب والجزائر - سواء فزنا أم خسرنا- لن يغير من أحوال كرتنا ورياضتنا، ولن تتغير أحوال الجزائر، وسيبقى السياسي مراوغا والمثقف مهمشا والطالب تائها والعامل منهكا والبطال دون آفاق، وسيزداد الفقير فقرا والغني غنى، وستزداد الفوارق ونبتعد أكثر عن الأساسيات وننشغل بالتفاهات، فنندم ونتحسر ونعيد النظر في كل شيء، ثم نعود إلى نقطة الصفر ونعاود التفكير والتدبير بنفس الوجوه.. بعيدًا عن المنتخب ومباراته ضد المغرب وأحوال المجتمع وآفاق أبنائه، الرياضة الجزائرية تحتضر، والممارسون لرياضات أخرى يعانون ويتألمون، والمرافق تجاوزها الزمن وبعضها لم يعد بين أيادٍ أمينة، والمتتبعون من الجماهير تائهون حائرون لأن بعض صحافتنا انشغلت بالجزئيات والخلافات ونسيت كل الأساسيات، ونسيت أن الجزائر أكبر من مباراة في كرة القدم، وأن شعبها أعظم من أي كان مهما كان، لذلك وجب الاهتمام بالشعب والوطن قبل وبعد أي شيء!!! derradjih@gmail.com
| |
|