youcef-a1
المشرف
عملي : هويتي : المزاج : الساعة الآن : الموقع : تيديكلت عين صالح الوظيفة : مشرف و مدير عدد المواضيع : 30285
بطاقة الشخصية مشاركة الموضوع : مشاركة
| موضوع: ما رأيكم في هدنة بشأن الكرة؟ الإثنين 11 يوليو 2011, 23:30 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في كل مرة تراودني فكرة التوقف عن الكتابة عن الكرة الجزائرية ومنتخبها، أو الحديث عنهما بسبب اللغط الحاصل والجدل العقيم والكلام الفارغ الدائر منذ مدة حول المنتخب والطاقم الفني والمدربين واللاعبين والكثير من النوادي في مواضيع بعيدة عن اللعبة والروح الرياضية، وبعيدة عن الأخلاق والمبادئ والنزاهة وحتى عن الرجولة، وبسبب المزايدات الحاصلة بين الكثير من الفاعلين الذين يتحينون الفرص للظهور والذين لا يملّون ولا يتعبون من إعطاء الدروس لغيرهم..
- ربما لاحظتم بأنني منذ مدة لم أعد أكتب عن الكرة عندنا، ولا عن المنتخب
الأول، لأنهما لا يستحقان كل هذا الاهتمام بعد مونديال جنوب إفريقيا، ليس لأن المواضيع السياسية والاجتماعية استهوتني، وليس لأنني لم أعد من العشاق والمولعين بالكرة، بل لأن النقاش في وسائل الإعلام وبين الكثير من الفاعلين أخذ منعرجا أعرج بعيدا عن الواقعية وقريب من التشاؤم وإحباط المعنويات وتحطيم كل النيات الحسنة والتشكيك في كل شيء جميل. إنني أدعو الزملاء الإعلاميين المهنيين، والفنيين الحقيقيين والفعليين، والجماهير العاقلة الوفية إلى هدنة على الأقل لا نتحدث فيها عن المنتخب والكرة الجزائرية إلا في الوقت المناسب، ولا عن اللاعبين الدوليين إلا في حدود المعقول وبالكيفية المناسبة، ولا نسمح لكل من هب ودب كي يفتري ويكذب ويغلّط الرأي العام، ويقول ما يشاء حتى نضع كل واحد في حجمه الحقيقي، وإذا اقتضت الضرورة نتحدث عن الكرة الحقيقية واللاعبين الذين يستحقون والمدربين الذين يجتهدون، ونتحدث عن التكوين وعن المرافق والسياسة الرياضية والممارسة في الشارع والمدرسة والجامعة، وفي المدن والأرياف والقرى، وعن رياضات أخرى لم تعد تنجب الأبطال ولا تجد من يأخذ بأيديها ويدعمها، وهي تعاني الإهمال والتهميش، ونتحدث أيضا عن مقتضيات المستوى العالي للممارسة والإدارة الرياضية.. نتوقف عن الحديث عن التفاهات، لأن منتخبنا يحتل المركز الحادي والخمسين وسيغيب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، ولم نصل إلى تكوين منتخب بهوية لعب، ومحترفينا لم يجدوا نوادي يلعبون لها على غرار يبده الذي استغنى عنه نابولي ومطمور الذي انتقل إلى فريق من الدرجة الثانية ليلتحق بعنتر يحيى في نفس الدرجة، ومراد مغني لم يحتفظ به فريق لازيو وحليش الذي لايزال يعاني في فولهام وغزال الذي لم يجد ناديا يلعب له، دون الحديث عن الوضعيات الصعبة التي يمر بها فوزي شاوشي ولزهر حاج عيسى وعبد المومن جابو وغيرهم من اللاعبين المحليين، ودون الحديث عن الشبان الذين لم يجدوا من يأخذ بأيديهم في وقت يتهافت فيه كل المدربين واللاعبين القدامى على تدريب المنتخبات الوطنية وتقاسم الغنيمة بعد ما صارت الاتحادية من أغنى وأهم الاتحادات في إفريقيا والعالم العربي.. أما أكثر النوادي شعبية في الجزائر والتي تملأ أخبارها صفحات الجرائد فقد لعبت كلها من أجل البقاء في أول موسم احترافي على غرار البطل السابق م. الجزائر وش. القبائل وا.العاصمة وا. عنابة وغيرها من النوادي التي لا يبدو أنها قادرة على عالم الاحتراف وتعودت على الانحراف والهواية في اللعب والتسيير والتنظيم والتعامل. قد يقول البعض بأن الحياة تتوقف عندما يحين موعد الكلاسيكو في اسبانيا، وفي البرازيل والأرجنتين، الكل يتحدث عن كوبا أمريكا هذه الأيام، ولا يمكن الاستغناء عن الحديث عن المنتخبات والكرة، لأن الشعوب تريد ذلك، ولهؤلاء أقول بأن الأمر يتعلق ببطل أوربا وبطل العالم وبالريال والبارسا، والحياة تتوقف عندهم بسبب الكرة لفترة معينة، وبعد انتهاء مباريات كوبا أمريكا تعود الحياة إلى طبيعتها في البرازيل والأرجنتين مثلما عادت إلى اسبانيا بعد التتويجات والمواجهات الكلاسيكية. ولكن عندنا لم نتوقف عن الحديث عن المنتخب وعن لاعبينا ومدربينا ونوادينا منذ مدة سواء فزنا أم خسرنا، وكأننا أبطال إفريقيا والعالم ولا حياة لنا بعد الكرة، وكأن أبناءنا ليس لهم اهتمامات أخرى في الرياضة والسياسة والثقافة وباقي الفنون!! بالنظر لكل هذا ما رأيكم لو نتوقف قليلا!! خاصة وأن المنتخب سيغيب عن كأس أمم إفريقيا المقبلة والبطولة انتهى موسمها، والجزائر تواجه تحديات وطنية وإقليمية ودولية أكثر أهمية، وأبناءنا في حاجة إلى المزيد من الحريات والإمكانيات التي تسمح لهم بتفجير طاقاتهم ورسم مستقبلهم وبناء وطنهم والحفاظ على مكتسباته. الكرة ليست كل شيء في بلد من حجم الجزائر، بل هي لاشيء مقارنة بالتحديات التي تنتظر الوطن والشعب سويا، ثم ماذا يحدث لو نجرب هدنة نتوقف فيها عن الكلام ونتوجه نحو العمل، خاصة وأن النقاش الدائر يدل على فقر مدقع في الأفكار والمبادرات والخيارات، ويدل على انعدام الوعي بما ينتظرنا من تحديات تخص مستقبل الجزائر في مجالات الرياضة والصحة والثقافة والتربية والتعليم والتكوين والتكنولوجيات الحديثة والسكن والفلاحة ولقمة العيش والاكتفاء الذاتي والتحرر من تبعية اقتصادنا للنفط ومن تبعيتنا للمادة والتفاهات وعبادة الأشخاص.
| |
|