youcef-a1
المشرف
عملي : هويتي : المزاج : الساعة الآن : الموقع : تيديكلت عين صالح الوظيفة : مشرف و مدير عدد المواضيع : 30285
بطاقة الشخصية مشاركة الموضوع : مشاركة
| موضوع: وطنيتنا تلاشت.. !؟ الجمعة 07 أكتوبر 2011, 23:53 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] غريب وعجيب وفريد من نوعه هذا الذي يحدث عندنا منذ الهبة الوطنية التي رافقت تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال الفارط، عندما استعاد الصغير والكبير والدولة والشعب والسلطة والمعارضة في الداخل والخارج جزائريتهم ووطنيتهم وانتماءهم، ولكنها بدأت تتلاشى مع مرور الوقت، وصار المنتخب رمزا للفشل والخيبة في نظر الناس، وانكشفت عيوبنا ومساوئنا ومشاكلنا، وضعفنا وكسلنا، وزيّف مشاعر بعضنا، وعدم قدرتنا على الاستمرار والاستثمار في تلك الهبة والدفعة المعنوية التي منحها المنتخب لأبنائنا ورياضتنا فعدنا إلى سالف عهدنا، لكننا نقر دون خجل بأننا لم نحقق شيئا، ويلزمنا المزيد من الوقت والجهد..
- منذ نهاية المونديال، خرجنا منه كأننا لم نحقق شيئا، وعدنا إلى سالف
عهدنا بهموم يومياتنا، ولم تستفد النوادي من تألق المنتخب، ولم نبنِ ملعبا جديدا ولا مركزا لتحضير المنتخبات الوطنية، ولم يتألق أبناؤنا في رياضات أخرى، ولم يتحرروا من عقدة الفشل والخيبة، ولم تستثمر الأسرة والمدرسة والجمعيات ومؤسسات الدولة في ذلك "الجنون" الوطني وتلك اللحمة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجزائر، فذهبت دون توثيق أو تثمين من التلفزيون الوطني الذي لم ينتج فيلما أو مسلسلا أو عملا وثائقيا وسينمائيا عن واحدة من الملاحم التاريخية الكبرى للشعب الجزائري!!
- المنتخب الوطني لم يتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، وشبيبة القبائل
خسرت ست مباريات في كأس الكاف، ووفاق سطيف خرج مبكرا في دوري أبطال إفريقيا، والسلطات العمومية لم ترافق الأندية في دخول عالم الاحتراف، وخيبتنا كانت كبيرة في الألعاب الإفريقية في مابوتو، وفي بطولتي العالم للجيدو وألعاب القوى، وستكون كذلك دون شك في الألعاب العربية والألعاب الأولمبية في الدوحة ولندن. كما أن الوتيرة التي تسير عليها الأمور، والكذب الذي نمارسه على بعضنا بعضا، وسياسة الهروب إلى الأمام التي ننتهجها.. ستؤدي كلها إلى مزيد من التذمر والغضب.
- الحراڤة من جهتهم عادوا إلى إحياء آمالهم في الهروب من واقعهم، والشباب
عاد إلى الحديث عن السرقات والاختلاسات و"الحڤرة" والبطالة وغلاء الأسعار وأزمة السكن، وخرج إلى الشارع منتفضا في بداية السنة الجارية، وراح العمال والطلاب والأساتذة والأطباء والمحامون يضربون عن العمل، واختفى الساسة عن الأنظار خوفا وطمعا إلا من رحم ربك.. وعدنا إلى نفاقنا الاجتماعي والكذب في ما بيننا ومع الذات؛ على حساب الحق والعدل والمبادئ والقيم.
- الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصلنا إلى التشكيك في كل ما تحقق
وتخويف الناس من المستقبل، وتحوّلت الهبة الوطنية إلى نقمة على معنوياتنا، وعاد أعداء النجاح إلى غزو القلوب والعقول بأفعالهم الشيطانية وتشاؤمهم، وتخوينهم لكل من يشمون فيه رائحة الخير والصلاح، ووصل البعض حدَّ الاقتناع وإقناع الغير بأن الجزائر غير قادرة على تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم مثل أنغولا وبينين وغينيا وليبيا، وهم نفس الأشخاص الذين دفعوا الرئيس والوزير الأول سنة 2008 للتصريح بأن الجزائر قادرة على تنظيم كأسين عالميتين في كرة القدم!!
- في ظل هذا الوضع المؤسف والتعيس والمخيّب، ورغم كيد الكائدين وظلم
الظالمين وفساد الفاسدين، ورغم اشمئزازنا وعدم رضانا عن أحوالنا وخوفنا على مستقبل أولادنا، فإن مشاعر نهاية 2009 -حتى لو كانت زائفة لدى البعض- كانت صادقة وخالصة في أوساط أبنائنا وبناتنا، لكننا استكثرناها عليهم وأردنا إعادتهم إلى زمن اليأس والشك والكره والحقد والإقصاء، وكأننا أمة محكوم عليها بالتعاسة والكآبة اللتان ساهمت فيهما الكثير من وسائل الإعلام العامة والخاصة، وساهم فيها بعض المطبلين والمزمرين الذين خيّبوا جيلا يحب وطنه ويريد إثبات وجوده.
- وأنا أتحدث عن الماضي والمستقبل، والتفاؤل والتشاؤم، وعن النجاح
وأعدائه، لن أفوّت فرصة التذكير بأن التغيير في الجزائر مسألة تاريخية ستحدث في الزمن والوقت اللازمين على حد تعبير كاتبنا الدكتور أمين الزاوي. ومهما ترددنا، ومهما تأخرنا، فإنه قادم لا محالة، وحينها سنجدد جزائريتنا ووطنيتنا وولاءنا ووفاءنا للوطن، لأن شعبنا وشبابنا ليسوا بحاجة إلى تنويم مغناطيسي أو تنفس اصطناعي، والوطنية لا يمكن أن تبقى في غرفة الإنعاش أو تستمر في غيبوبتها، لأنها الحصن الحصين في وجه كل الهزات الارتدادية الحالية والمرتقبة، ودونها ستفوّتنا فرصة التصحيح الذي نسعى إليه كلنا، لإعطاء نفَس جديد لجزائر الألفية الثالثة التي تبقى بحاجة إلى هبات وطنية في الكرة وباقي الرياضات، وفي السياسة والثقافة والاقتصاد والتربية والتكوين، وحتى في الأذهان والعقول والممارسات.. قبل القوانين والإجراءات.
- derradjih@gmail.com
| |
|