عبد القادر تيديكلت
المدير العام
عملي : هويتي : المزاج : الساعة الآن : الموقع : تيديكلت ابداع الوظيفة : المدير العام للمنتدى عدد المواضيع : 32873
بطاقة الشخصية مشاركة الموضوع : مشاركة
| موضوع: في كل الأحوال.. غدا يوم آخر للخضر الأحد 27 مارس 2011, 23:43 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في كل الأحوال.. غدا يوم آخر للخضر
2011.03.26 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حفيظ دراجي
اليوم سيكون الموعد مع مباراة بن شيخة واللاعبين أمام المغرب، في اختبار تتجه نحوه كل الأنظار، وبعدها لن تتوقف العجلة، وسنغيب عن نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة إذا خسرنا، أو نسترجع كامل حظوظنا في التأهل إلى النهائيات إذا فزنا. وفي كلتا الحالتين سيكون المنتخب الوطني قد اجتاز فترة فراغ دامت طويلا، وانعكست سلبا على الأداء والنتائج، وسنمر إلى السرعة القصوى بطموحات كبيرة وأهداف جديدة. وفي كل الحالات سيكون لنتيجة المباراة تداعياتها وانعكاساتها الفنية والمعنوية، لكن الحياة ستستمر وسيتواصل الحديث عن الكرة عندنا وعن المستجدات السياسية والاجتماعية التي تشهدها الجزائر.
- عندما أقول بأنها مباراة بن شيخة واللاعبين فإنني لا أفشي سرا أو
أمرا جديدا للقارئ، لأن المدرب الوطني الذي لا تُحسب عليه الخسارة أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، يدرك أن مصيره مرتبط بمباراة اليوم إلى حد بعيد، وعلى ضوئها ستتبناه الجماهير أو ترفضه.
- أما بالنسبة للاعبين فستكون مباراة اليوم فرصتهم لرد الاعتبار
والتصالح مع الأنصار الذين جددوا في عنابة ولاءهم وعشقهم لمنتخبهم طيلة أسبوع كامل، وسيمثلون هذا المساء كعادتهم حناجر وقلوب كل الجزائريين كما عهدناهم كل مرة..
- ولاء وعشق وجنون يحتاج إلى استثمار وتوجيه ما
زلنا نتحدث عنه في كل مرة دون جدوى، وإذا لم نفعل فسيتحول إلى غضب وانفجار ودمار لن يقدر على امتصاصه أحد!
- - في حالة الفوز على المغرب اليوم سنسترجع حظوظنا في التأهل إلى
نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، ويسترجع اللاعبون ثقتهم في أنفسهم، ويستعيد الأنصار ثقتهم في لاعبيهم، ويعود الأمل في منتخب علقنا عليه آمالا كبيرة، وهو الذي لم يحرز أي انتصار في مباراة رسمية منذ شهر جانفي 2010 .
- - في حالة الفوز ستعود البسمة إلى نفوس الجميع ويزول الشك الذي راود
الكثيرين، ويثبت اللاعبون أنهم أهل للثقة ولتعلق الجماهير بهم، وأنهم في مستوى كل الإمكانيات التي وضعت تحت تصرفهم، وسيتنفس الجزائريون -ولو قليلا- بعيدا عن الضغوط والهموم التي يعيشونها منذ بداية السنة الجديدة، وسيكون حديثهم كرة القدم وما فعله المنتخب.. على الأقل إلى حين.
- - في حالة الفوز ستكون مدينة عنابة وجماهير شرق الوطن فألَ خير على
المنتخب، وسيكون ملعب عنابة مقرا لمباريات المنتخب مستقبلا دون منازع في ظل غياب خيارات أخرى كثيرة، وسيعود الأمل في بناء منتخب نتنفس من خلاله في ظرف يتميز بالتشنج والتخوف من هاجس الاحتجاجات والاضطرابات، وفي أجواء فريدة من نوعها يصنعها الجمهور الجزائري في عنابة.
- - في حالة الفوز سنتنقل إلى المغرب شهر جوان المقبل بمعنويات مرتفعة
وتشكيلة ثرية يدعمها مغني ومطمور وحليش، وبآلاف الجماهير التي ستتنقل بدورها لتشجيع منتخبها، لتعود عجلة التميز إلى الدوران كما كانت عام 2009 .
- - في حالة الفوز سيرتقي الجنرال إلى رتبة ماريشال ويتحوّل بن شيخة
إلى مدرب كبير ترتفع به أسهم المدرب المحلي، وستطفو إلى السطح بيانات التأييد والمؤازرة والدعم لشاب جزائري شجاع يحسده الكثيرون على الثقة التي وضعت فيه.
- - في حالة الفوز ستضع الكرة الجزائرية السلطات العمومية أمام
مسؤولياتها للوفاء بالتزاماتها مع النوادي المحلية، وتسرع في دفع عجلة الاحتراف الذي يضمن الاستمرارية في تحقيق النتائج في كل المناسبات وعلى كل المستويات، وتضعها أمام مسؤولياتها للاهتمام بأبنائنا الذين أثبتوا مجددا تعلقهم بوطنهم وألوان بلدهم رغم المحن والأزمات ومشاكل السكن والبطالة والحڤرة وانعدام التأطير.
- - أما في حالة التعثر لا قدر الله، فإن أمورا كثيرة ستكون مرشحة
للتغيير، وستُحمّل الصحافة بن شيخة مسؤولية اختياراته ليتحوّل الجنرال إلى كابورال تتكاثر حول رقبته السكاكين من كل الجهات، ويقال عنه بأنه لبس ثوبا أكبر منه بقبوله تدريب المنتخب الأول، ويلام على عدم استدعاء مغني ومطمور وحليش، وتعود إلى الواجهة نغمة المدرب الأجنبي وضرورة انتداب اسم كبير لتدريب الخضر، أو تعود الأسماء التي تتداول كل مرة في أسطوانة مشروخة سئمنا سماعها وتعبنا من تكرارها عند كل تعثر.
- - في حالة التعثر سيقال بأن اختيار مدينة عنابة لاحتضان المباراة لم
يكن صائبا، وكأن المنتخب كانت له خيارات أخرى عديدة، وسيقال بأن الإقبال الجماهيري على التدريبات ومقر الإقامة أفقد اللاعبين تركيزهم وأثر عليهم، رغم أن حفاوة الجماهير وتعلقهم بمنتخبهم لم تكن يوما عائقا أو حاجزا أو حتى عاملا سلبيا، لأن غيرنا يحلمون بأنصار مثلهم يبيتون الليل كله من أجل الحصول على تذكرة دخول المباراة، ويقطعون المسافات الطويلة حتى من خارج الوطن لتشجيع الفريق. كما أن ظروف التحضير التي ميزها ضغط الحضور الجماهيري القياسي، وغياب بعض اللاعبين، وإلغاء المباراة الودية أمام تونس.. كلها عوامل قد تكون محفزة أكثر للخضر.
- - في حالة التعثر ستمتلئ الصفحات الأولى للصحف الوطنية والرياضية
بتعليقات وتحليلات وتصريحات لمحترفي اللعب على مشاعر الناس وعواطفهم، ليظهروا في صورة العارفين والمتخصصين في شؤون الكرة والملقنين للدروس وهم الذين لا يجدون ناديا يوظفهم، ولا يعرفون أن كرة اليوم صارت علما وفنا وأكثر من مجرد لعبة.
- - في حالة التعثر سنُقصَى من المشاركة في النهائيات الإفريقية
المقبلة، وسنبدأ تحضير تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014 بدءا من يوم غد، لأن عجلة المنتخب يجب أن لا تتوقف، وسندخل مرحلة جديدة لن تكون بالضرورة بنفس اللاعبين والطاقم الفني، ولن تكون بالضرورة بمدرب جزائري آخر أو بمدرب أجنبي لوحده، لأن خصوصيات الجزائر تفرض اختيارات معينة تأخذ بعين الاعتبار مقاييس ومعايير معينة.
- في كلتا الحالتين بعد المباراة وبدءا من يوم غد، سندخل مرحلة أخرى
تستدعي جهدا مستمرا وعملا كبيرا، واهتماما متزايدا بمنتخباتنا ونوادينا ومدربينا ولاعبينا ومرافقنا الرياضية، وبكل شبابنا الذين يعانون فراغا رهيبا جعل همهم الأول والأخير هو كرة القدم ومنتخب بلادهم، ووجدوا فيهما متنفسا يهربون إليه من الهموم والمشاكل واللغط الحاصل سياسيا واجتماعيا، ومن الترقب المستمر لتلبية الوعود التي ينتظرون تجسيدها.
| |
|